أنْشَأ المسلمون الأمريكيون في أمريكا عديداً من المؤسسات الأكاديمية الدينيةِ ، والمعاهد العلمية، المتخصصة في دراسة تعاليم الإسلام , من حيث علومه وحضارته وتاريخه. ونحن نُدركُ أنَّ التعليمَ والتوجيهَ الدينيِّ في الغربِ يتطلّبُ نوعًا مختلفا منَ المنحِ الدراسيةِ التي تختلفُ في بعضِ النَّواحي عَن المنحِ الدراسيّة المتاحة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

فالمسلمون الذين يعيشون في الغرب يواجهون كثيراً من التحديات والعقبات ؛ إذ أصبحت المجتمعات الإسلامية تعتمد على الأئمة والعلماء في المسائل الدينية , وهذا الاعتماد زاد من التحديات الى حد كبير على الائمة والعلماءالذين قد تَدربوا ودرسوا في بلدانهم الإسلامية، وهذا التدريب ليس كافيا –في الغالب- للتعامل أو التفاعل مع البيئة الثقافية في المجتمعات الغربية و التحديات الناشئة عنها. فمع زدياد اعداد المسلمين في الغرب والانتشار البشري والفكري بين مختلف الثقافات والبلدان، الأمر الذي جعل المسلمين اليوم يعيشون تجربة غير مسبوقة للتعددية الثقافية.

فتطور العلاقات بين الأديان والثقافات المختلفة يخلق قضايا نظرية وعملية جديدة تستفيد منها الاقليات المسلمة والمجتمعات ذات الاغلبية غير مسلمة التي تواجه اسئلة جديدة ،فأصبح الغرب والعالم الإسلامي أكثر وعًا ببعضهم البعض مما كان عليه الحال في القرون السابقة. وهذا يستدعي إجراء مشاريع تحليلية جديدة للاختلافات والخصائص المشتركة.
إن الإسلام دين ذو تعاليم عريقة وراسخة، تتسع لاستيعاب اي عناصر جديدة من بيئات مختلفة ومتنوعة ،لذلك يعد فهم تعاليم الثقافة الإسلامية في سياقها التاريخي والاجتماعي أمرا مهما، وشرطا أساسيا لتنشيط الفكر الإسلامي وتقديم مساهمات إسلامية ذات صلة بالوضع الإنساني. وقدجاءت الجامعة الإسلامية في ولاية مينيسوتا الى حيز الوجود تلبية لكل هذه الاحتياجات.